الدراسة والتدريس :
من الأمور المألوفة في الأوساط العلمية أنّه ما إن تأتي شخصية علمية بارزة حتّى يلتفّ حولها طلاّب العلم للتتلمذ عليها وينتهلوا من مَعين علومها ، بل إنّ طلاّب العلم في كثير من الأحيان يرحلون إلى بعض المراكز العلمية والمدارس الدينية ويعطونها أولوية على غيرها ، لا لكونها الخيار الوحيد لديهم أو الأقرب لمسقط رأسهم ، وإنّما لوجود عَلَم من الأعلام ، قد شقّت شهرته الآفاق ، فتدفعهم الرغبة للتتلمذ عليه والتوجّه لهذه البلاد عن غيرها.
والأعلام الأحسائيّون يشملهم البعدان سواء التدريس كالشيخ أحمد بن محمّد بن عبد الله السبعي الذي هو من فقهاء الطائفة وأعلامها البارزين ، مضافاً إلى كونه في بلاد بعيدة كالهند يعطيه حظوة ومكانة كبيرة يجعل العشرات من طلاّب العلم هناك يلتفّون حوله محاولين استثمار وجود مثل هذه القامة العلمية بينهم ، فكان منهم السيّد علي العلوي بن شمس الدين محمّد بن الحسن الحسيني اللايجي من السادة الأجلاّء الرؤساء بالهند ، وقد طلب منه شرح كتاب الألفية والتتلمذ عليه من خلاله ، فكان من ثمار هذا الدرس كتاب الأنوار العلوية في شرح الألفية(١).
ونجد إشارات للمكانة العلمية لعدد من الأعلام الأحسائيين المهاجرين ، ومثل هذه الأمور ممّا تكشفه عادة الدروس العلمية ومحاضر الدرس ، فكان منهم : السيّد محمّد بن السيّد عبد الحسين بن السيّد إبراهيم بن أبي شبانة الحسيني
__________________
(١) معجم المؤلّفات الشيعية في الجزيرة العربية ١ / ٢٤٥.