في مواضع عدّة ، ولم يأتِ مصدراً جامداً إلاّ نعتاً واحداً تكرّر ملازماً منعوته في سياق بيان أجر بعض الأعمال :
فها هي الصفة (عدل) تلازم موصوفها (إمام) ثلاث مرّات في حديث واحد يسأل أحدهم فيه الإمام الصادق عن شخوصه إلى حضرة سيّد الشهداء يوم عرفة ؛ لتعذّر وقوفه بعرفات يومها ، فيستحسن (صلوات اللّه عليه) عمله ويقول : «أيّما مؤمن أتى قبر الحسين عليهالسلام ، عارفاً بحقّه في غير يوم عيد ؛ كتب اللّه له عشرين حجّةً وعشرين عمرةً مبرورات متقبّلات ، وعشرين غزوةً مع نبي مرسل أو إمام عدل ، ومَن أتاه في يوم عيد ؛ كتب اللّه له مائة حجّة ومائة عمرة ومائة غزوة مع نبيٍّ مرسل أو إمام عدل ، ومَن أتاه يوم عرفة عارفاً بحقّه ؛ كتب اللّه له ألف حجّة وألف عمرة متقبّلات وألف غزوة مع نبي مرسل أو إمام عدل» (١).
والكلام في تحليل هذين المتلازمين مترابط ، يتطلّب تفقيراً لأجزائه كما يأتي :
١ ـ إنّ ثَمّة دلالةً تحملها ندرة الوصف بالمصدر في كامل الزيارات ، لا تتجلّى إلاّ بعد ملاحظة أقوال النحويّين في دلالة هذا الوصف.
٢ ـ إنّ للنحويّين كلاماً مهمّاً في دلالة الوصف بالمصدر ، خلاصته المبالغة وكون الوصف عين موصوفه (٢) ، من ذلك ما اختاره الرضي بعد نقله القول بحذف
__________________
(١) كامل الزيارات : ١٦٩.
(٢) وكلِمات النحوِيّين هذِهِ نقلها الدكتور فاضل السامرّائِي ، ينظر : معاني النحو ٣ / ١٩٠ ـ ١٩١.