المضاف : «والأولى أن يقال : أطلق اسم الحدث على الفاعل والمفعول مبالغةً ، كأنّهما من كثرة الفعل تجسّماً منه» (١) ، وكأنّ الموصوف تشبّع بصفته ؛ حتّى صار «الموصوف ذلك المعنى ؛ لكثرة حصوله منه» (٢).
٣ ـ لا يتّضح معنى ما ذكره أهل النحو من تجسّد الصفة في موصوفها إذا كانت مصدراً ، إلاّ بالرجوع إلى ما ذكره ابن جنّي ؛ حين بيّن أنّه : «إذا وصف بالمصدر صار الموصوف كأنّه في الحقيقة مخلوق من ذلك الفعل ... وهذا معنىً لا تجده ولا تتمكّن منه مع الصفة الصريحة» (٣).
فالصفة تقدّم أنّها عَرَض في موصوفها ملازم له ؛ وإذا كان الوصف بالمصدر دالاًّ على شدّة ملازمة الصّفة موصوفها وتلبّس الأخير بها ؛ فليس ثَمّة فرق واسع بين الوصف بالمصدر والصفة الصريحة ؛ لما تقدّم من نزول الصفة والموصوف منزلة الشيء الواحد ، أمّا مع القول إنّ الوصف بالمصدر يكون حيث كان الموصوف مخلوقاً على ذاك الوصف مجبولا عليه ؛ فيتّضح حينئذ مدى الفرق بين الوصفين وسبب قلّة الوصف بالمصدر ، ولا سيّما في كامل الزيارات ؛ حيث كلام أهل البيت الذين لم يصفوا بالمصدر إلاّ حيث كان الموصوف مجبولا على صفته حقيقةً ، لا مبالغةً ولا تشبيهاً.
__________________
(١) شرح الرضي على الكافية ٢ / ٢٩٤.
(٢) شرح المفصّل ٢ / ٢٣٧.
(٣) الخصائص ٣ / ٢٦٢.