٤ ـ وبذلك تتمحّض دلالة الوصف بالمصدر للاختصاص (١).
٥ ـ وبملاحظة ما تقدّم كلّه ، ولا سيّما ما مرّ في البندين السّابقين ؛ يتبيّن أنّ المفهوم من عبارة (إمام عدل) هو الإمام المعصوم ، وهي نتيجة تتّكئ على مقدّمات :
الأولى : سبق أنّ الصفة وموصوفها يُنَزّلان منزلة الشيء الواحد ؛ لأنّ الصفة عَرَض في الموصوف ملازم له ، فكيف إذا كان الوصف بالمصدر الذي تقدّم أنّه يكون حيث كان الموصوف مخلوقاً على صفته مجبولا عليها ؛ فـ : (إمام عدل) وصف يفهم منه الأئمّة الذين كلّ واحد منهم مخلوق على العدل مجبول عليه ، لا كلّ واحد من الأئمّة حلّ العدل فيهم بعد ترويض للنفس وإكراه لها عليه ؛ لأنّ الإنسان ميّال إلى الشرّ والظلم بطبعه ؛ وهو ما يفرضه عليه حبّ الذات ؛ فلا يكون محبّاً للخير والعدل إلاّ بعد ترويض النّفس وتقنين حبّه لذاته ؛ وهو ما يعني أنّه لا يكون مجبولا على الخير والعدل إلاّ من عصمه اللّه سبحانه.
الثانية : ما تقدّم يكشف بأتمّ الوضوح أنّ وصف النكرة بالمصدر أكثر تقريباً لها من المعرفة من وصفها بالصفة الصريحة ؛ لتمحّض الدلالة حينئذ على الاختصاص ؛ وقد تبيّن أنّ الوصف هنا خصّ موصوفه بدائرة معروفة هي دائرة العصمة المجبولة على الخير والعدل.
وواضح أنّ الوصف بالمصدر في هذا الحديث قد بلغ بموصوفه مرتبة
__________________
(١) ينظر : الكناش ١ / ٢٢٨.