قال : يا ربّ ، استعجل بخلقي قبل غروب الشمس.
وثامنها : ما روي عن ابن عبّاس ، والسدّي : أنّ آدم لما جُعلت الروح في أكثر جسده وثب عجلان مبادراً إلى ثمار الجنّة ـ وقيل : بل همّ بالوثوب ـ فهذا معنى (خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَل)» (١).
الخَليل :
لقد توسّع الشريف المرتضى قدسسره في استعمال اللغة وتوجيه دلالات الألفاظ القرآنية ، وقد ساعده في ذلك تمكّنه من ناحية اللغة وحفظه لكلام العرب وشعرهم ، وعمق ثقافته وفقاهته العالية ، ففي بيان دلالة لفظة (الخليل) في قوله تعالى : (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً) (٢).
يقول المرتضى : «الخَلَّة : الحاجة ، والخَلَّة أيضاً : الخَصْلة. والخُلّة (بالضمّ) : المودّة والخُلّة (أيضاً بالضمّ) : ما كان خُلواً من المرعى ، والخِلّة (بالكسر) : ما يخرجُ من الأسنان بالخِلال. وفي الآية أمران :
الأوّل : الخليل : الحبيب من المودّة والمحبّة ، والخليل أيضاً : الفقير ، وكلا الوجهين قد ذكر في قوله تعالى : (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً)» (٣).
إنّ اللفظ المشترك لابدّ أن يكون له في كلّ مقام معنىً واحد من سائر
__________________
(١) انظر : الأمالي ١ / ١٤٤.
(٢) النساء : ١٢٥.
(٣) أمالي المرتضى ٢/١٨٥ ؛ وينظر : معاني القرآن ، الزجّاج ٢/١١٢ ؛ المفردات : ١٥٤ (خل).