معانيه ، ويختلف هذا المعنى بحسب الاستعمالات المتعدّدة لذلك اللفظ ويعرف بطبيعة الحال بقرينة من القرائن المعتبرة كالقرينة اللفظية ، أو السياقية ، أو العقلية ، أو الحالية (١).
وواضح أنّ المرتضى أجاز كلا المعنيين ولم يرجّح أحدهما ، وهذا منهج قائم على الالتزام بالمعاني المتعدّدة للألفاظ المشتركة إذا كان لها سند صحيح من الناحية اللغوية ، وليس هناك دليل قاطع أو قرينة حاسمة ترجّح دلالة على أخرى ، ويؤكّد المرتضى هذا النهج في قوله : (وليس يجب أن يستبعد حمل الكلام إلى بعض ما يحتمله إذا كان له شاهد من اللغة وكلام العرب ؛ لأنّ الواجب على أن يتعاطى تفسير غريب الكلام والشعر أن يذكر كلَّ ما يحتمله الكلام من وجوه المعاني) (٢).
الثاني : قد تُوهِم الآية بأنّ الله أيضاً يوصف بأنّه خليل لغيره ، قال المرتضى : «ولا يوصف تعالى بأنّه (خليل لغيره) وأنّما امتنع وصفه بذلك ؛ لأنّ الخلّة هي الاختصاص التامّ ، وإذا أجريت على المحبّة فهي على سبيل التشبيه ... وإن وصفنا إبراهيم (صلوات الله عليه) بأنّه خليله لهذا الوجه ، ولافتقاره أيضاً ولحاجته إليه ، من (الخَلّة) (بالفتح) التي هي الحاجة» (٣).
__________________
(١) ينظر فقه اللغة : ١٤٣.
(٢) أمالي المرتضى ١ / ١٨ ـ ١٩.
(٣) الذخيرة : ٦٠.