ثمّ يجيب السيّد المرتضى بقوله : «إنّ أهل اللغة قد نصّوا على أنّ القُرْء من الأسماء المشتركة بين الطهر والحيض ، وأنّها من الألفاظ الواقعة على الضدّين. ومن لا يعرف ذلك لا يكلّم فيما طريقه اللغة وهذا القدر كاف في بطلان السؤال ، وقد ورد الشرع أيضاً باشتراك هذا الاسم بين الطهر والحيض» (١).
العَفْو :
وفي قوله تعالى : (ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْاْ وقَالُواْ قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّـرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (٢).
قال المرتضى : «ولا شبهة في أنّ (عفا) من حروف الأضداد التي تستعمل تارةً في (الدروس) وأخرى في (الزيادة والكثرة) ، قال تعالى : (حَتَّى عَفَوْاْ) أي : (كثروا) ، ويقال : قد عفا الشعر إذا كثر ، وقال الشاعر :
ولكنّا نعِضّ السيفَ منها |
|
بأسؤُق عافياتِ اللّحم كُومِ |
أراد كثيرات اللحم ، يقال : قد عفا وَبَر البعير ، إذا زاد ، ويقال : أعفيتُ الشعر وعفوته إذا كثّرته وزدت فيه ، وأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) : بأن تُحفى الشوارب وتعفى اللّحى ؛ أي توفّر» (٣).
__________________
(١) الانتصار : ١٤٩.
(٢) الأعراف : ٩٥.
(٣) الأمالي ٢ / ١٦٨.