فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكمْ) (١) ، معناه : (ألاّ تميد بكم) (٢). وجوّز الطبري حذف (لا) في هذا الموضع ، إذ قال : «وأسقطت (لا) من اللفظ وهي مطلوبة في المعنى ؛ لدلالة الكلام عليها ، والعرب تفعل ذلك ، تقول : جئتكَ أن تلومني ، بمعنى : جئتك أن لا تلومني» (٣).
إضمار القول :
في قوله تعالى من سورة الفاتحة : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
يقول المرتضى : «مسألة : فإن قال قائل : فما الوجه في قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) هذا الكلام لا يخلو من أن يكون خبراً وتحميداً منه تعالى لنفسه ، أو أمراً ، فإن كان خبراً فأيّ فائدة في أن يحمد هو تعالى نفسه ويشكرها ، وإن كان أمراً فليس بلفظ الأمر.
الجواب : قلنا : قد قيل في ذلك : إنّه أمر ، وأنّ المعنى فيه : قولوا : الحمد لله ، وروي أنّ جبرائيل عليهالسلام لمّا نزل على النبي (صلى الله عليه وآله) بهذه السورة ، قال له ، قل : يا محمّد ، وأمر أمّتك بأن يقولوا : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) وحذف القول» (٤).
ويضيف السيّد : «وفي القرآن واللغة أمثاله كثيرة ، قال تعالى : (وَالْمَلاَئِكةُ
__________________
(١) النحل : ١٥.
(٢) أمالي المرتضى ٢ / ٤٨.
(٣) جامع البيان ٦ / ٣١ ، وينظر : معاني القرآن ، للفرّاء ١ / ٢٩٧.
(٤) رسائل الشريف المرتضى ٣ / ٢٨٩ ـ ٢٩٠ تفسير الآيات المتشابهة من القرآن.