عساكر وأرّخ وفاته سنة (٢٦١ ق أو ٢٨١ ق) بدمشق (تاريخ مدينة دمشق ٦٣ / ٢٩ ـ ٣١). والظاهر أنّ الجدّ كان من العامّة حسب المعلومات التي أدلى بها ابن عساكر، وانظر أيضاً مانقله عنه صاحب (طبقات الحنابلة ١ / ٣٩٣) وهو نصّ دالّ بوضوح على التزامه بمعتقدات العامّة وخلافة الخلفاء الثلاثة وعدم الطعن على طلحة والزبير أضف إلى ذلك أنّ الجدّ له مشاركة واسعة في أسانيد العامّة فقد روى عن الكثير من شيوخ العامّة وروى الكثيرون منهم عنه (راجع: كنماذج تاريخ مدينة دمشق، ٥ / ١٤٨، ٣٩٨، ٤٥٤ ؛ ٦ / ٢٨٨، ٣٣٤، ٣٤٥ ؛ ٧ / ٤٣، ١١٧ ؛ ٩ / ٣٢١ ؛ ١٤ / ٢٥، ٣١٩ و ....).
أمّا حفيده الذي روى عنه ابن الجندي فلم نعثر على ما يجلّي لنا معتقده ومذهبه وأتصوّر أنّ شيخنا النجاشي لم يحط خبراً بأحوال الجدّ ـ وهو صاحب الكتاب عن الإمام الرضا عليهالسلام ـ بالكامل ومن ثمّ فلم يتّضح له أنّه من العامّة وإلاّ فقد كان من المتوقّع أن يشير إلى ذلك وعلى كلّ فيبدو أنّ وريزة بن محمّد ـ الحفيد الذي روى عنه ابن الجندي ـ لم يكن ذا مكانة بارزة في الوسط الشيعي حيث لم نجد عنه إلاّ رواية واحدة رواها محمّد بن أحمد بن شاذان عن شيخه عن وريزة ابن محمّد بن وريزة عن جدّه وريزة بن محمّد الغسّاني قال: «سمعت علي بن موسى الرضا عليهالسلام يقول: حدّثني أبي ....» (مائة منقبة / ١٧٢ ـ ١٧٣: المنقبة السابعة والتسعون) ومضمون الحديث يتعلّق بإشادة الأنبياء عليهمالسلام بذكر الإمام علي عليهالسلام وفضائله لمّا أسري بالنبي (صلى الله عليه وآله) إلى السماء وهذا الحديث لا يدلّ بمفرده على كون الجدّ أو الحفيد من الإمامية حيث أنّ الكثير من الرواة المنتمين إلى التيّار الملتزم