رسولك وحبيبك ، فأسكنتهم أرضك ، وغذوتهم بنعمتك ، إلى أجل هم بالغوه ، ووقت هم صائرون إليه ، ليستكملوا العمل الذي قدّرت ، والأجل الذي أجّلت ، لتخلّدهم في محطّ ووثاق ونار جهنّم وحميم وغسّاق» (١).
وهذا المقطع ورد في سياق ذكر ـ عظيم ـ ما أقدم عليه قتلة سبط رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) ؛ والمفجوع الموجوع بما حلّ بإمامه ؛ يناسب حاله أن يذكر أنّ اللّه يمهل ولا يهمل ، ولاسيّما مع قتلة لم يرعوا لنبيّهم حرمةً تذكر.
ومثل هذا السياق يناسبه أن يتضمّن وصفاً يدلّ على ثبوت العذاب لمن أقدم على مثل تلك الجريمة ، ويتّضح ذلك في :
١ ـ تعبير (إِلَى أَجَل هُمْ بَالِغُوْهُ) :
فهنا موصوف نكرة خصّص بجملة اسمية وقعت صفةً له ؛ ليفيد دلالة مركبة من معنيين :
أحدهما : ثبوت المسند (بالغوه) للمسند إليه (هم) ثبوتاً حتميّاً ، وإن لم يعلموا أوانه.
والآخر : أنّ ثَمّة أجلا مخصوصاً بهم ؛ دلّ عليه وقوع (أجل) موصوفاً نكرةً يخصّصه الوصف ويقرّبه من المعرفة ، ولا يكتفي بتوضيحه ، كما في الموصوف المعرفة ، ولا ريب في أنّ مجيء صفته جملةً اسمية دالّة على الثبوت ؛ يعيّن ذلك الأجل ويخصّصه.
__________________
(١) كامل الزيارات : ٢٤٠ ـ ٢٤١.