والمعنى القرآني للأجل يعضد هذا الفهم ؛ ذلك أنّه ورد في القرآن دالاًّ على الخواتيم والنهايات ، من ذلك آجال الأمم ؛ قال تعالى : (وَلِكُلِّ أُمَّة أَجَلٌ) (١) ؛ وهو يعني أنّ أجل هؤلاء القتلة نهايتهم.
٢ ـ تعبير (ووقت هم صائرون إليه) :
والكلام على التخصيص في هذا التعبير هو الكلام في سالفه ، إلاّ الفرق بين (أجل) و (وقت) ؛ فقد تبيّن أنّ لهم أجلا هو نهايتهم وخاتمتهم ؛ فـ : (هم بالغوه) ، فما الوقت الذي (هم صائرون إليه)؟
في القرآن الكريم ورد الوقت والمشتقّات المرتبطة به لثلاثة مضامين ، هي : القيامة ، واليوم المعلوم ، ولقاء اللّه ، أمّا القيامة ، فمنه قوله تعالى : (يَسْأَلُوْنَكَ عِنِ السّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيْهَا لِوَقْتِهَا إلاّ هُوَ) (٢) وهو معنىً محتمل هنا ، بل هو أوّل المعاني المتبادرة ؛ لما في يوم القيامة من حساب وإثابة وعقاب.
وأمّا اليوم المعلوم ، فوارد في قوله سبحانه : (إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُوْمِ) (٣) ، وقد فهم من هذه الآية وسياقها الذي وردت فيه أنّ اليوم المعلوم «آخر عمر البشر العائشين في الأرض الجائز له (٤) إغواؤهم» (٥) ، وهو يوم الظهور
__________________
(١) الأعراف : ٣٤.
(٢) الأعراف : ١٨٧.
(٣) الحجر : ٣٧.
(٤) الضمير عائد على إبليس.
(٥) الميزان ١٢ / ١٦٠.