أو يوم الرجعة (١). وهذان معنيان كالمعنى الواحد ، وهما محتملان في هذا الوصف غير مستبعدين.
وأمّا المعنى الثالث ، فلقاء اللّه في المواطن التي يحبّ ، كما في قوله تعالى : (إِنَّ الصّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِيْنَ كِتَابَاً مَوْقُوْتاً) (٢) وهو معنىً لا يحتمل أن يكون من المعاني المرادة في هذا الوصف.
وأيّاً كان معنى الوقت هنا ، فهو بعد أجلهم ؛ يصيرون إلى وقت يلاقون فيه حسابهم وألوان العذاب.
وبذلك يتبيّن أنّ لهؤلاء القتلة أجلا مخصوصاً بهم ينهي وجودهم ، ووقتاً مخصوصاً بهم (هم صائرون إليه) ، صيرورةً لا مفرّ منها وإن خفي عليهم زمان حدوثها.
(ب) : النعت بالجملة الفعلية :
كثرة الوصف بها في كامل الزيارات أمر واضح ؛ ولعلّ من أسبابه مرونة الوصف بها ؛ فهي تقع وصفاً وإن تصدّرتها الأدوات النحوية. والجملة الفعلية تدلّ على الحدوث (٣) ، لما تشتمل عليه من دلالة على الزمن.
ويتنوّع ، بحكم هذه المرونة ، حضورها وصفاً في كامل الزيارات ، فمن موارد حضورها صفةً غير مسبوقة بأداة ما جاء في الدعاء عند قبر حمزة عمّ
__________________
(١) ينظر : المصدر نفسه ١٢ / ١٧٥.
(٢) النساء : ١٠٣.
(٣) ينظر : علم المعاني : ٤٩.