النبي (صلى الله عليه وآله) : «اللهمّ ، إنّي تعرّضت لرحمتك بلزوقي بقبر عمّ نبيك (صلواتك عليه وعلى أهل بيته) ، لتجيرني من نقمتك وسخطك ومقتك ، ومن الإزلال في يوم تكثر فيه الأصوات والمعرّات ، وتشتغل كلّ نفس بما قدّمت ، وتجادل كلّ نفس عن نفسها» (١).
فالموصوف هنا نكرة خصّصته الجملة الفعلية المضارعية ، بل إنّ تَصَدّر الفعل المضارع (تكثر) جملة الصفة ؛ بلغ بالموصوف مرتبة التعريف ؛ فما يدلّ عليه الفعل من حدوث في المستقبل هنا ، وما تلاه من بيان لمشاهد ذلك اليوم ؛ بيّن أنّه يوم القيامة.
ومن مظاهر مرونة الوصف بالجملة الفعلية ، وقوع جملة قصر الملازمة صفةً ، وهو ما يعطي التعبير عمقاً في الدلالة ، حين تمتزج دلالتا التجدّد والثبوت.
وثَمّة طائفة من الأحاديث في فضل مسجد الكوفة ، منها قول أمير المؤمنين في فضله ، بعد أن قلّل أحدهم من شأنه بقوله : «إنّه مسجد تصلّي فيه النساء» ، فقال أمير المؤمنين : «ذاك مسجد ما أتاه مكروب قطّ فصلّى فيه فدعا اللّه ؛ إلاّ فرّج اللّه عنه وأعطاه حاجته» (٢).
وبتأمّل سياق الحديث ، يظهر أنّ الكلام مسوق لضرب من ضروب التخصيص غير تقريب النكرة من المعرفة ، وكما يأتي :
١ ـ مسجد الكوفة محور الكلام في هذا الحديث ؛ وهو ما يعني أنّ (مسجد)
__________________
(١) بحار الأنوار ٩٧ / ٢١٣.
(٢) كامل الزيارات : ٣٢.