نكرة في اللّفظ ، معرفة في المعنى ؛ غني عن تقريب الوصف إيّاه من المعرفة.
٢ ـ وبالوقوف عند وصف الرجل للمسجد ، وكلام أمير المؤمنين ، يتبيّن أنّ (مسجد) لفظ نكّر ، ليخصّص ، ويوصف بجملة تبيّن خصائصه التي تدعو إلى الصلاة فيه.
٣ ـ إنّ وصف هذه النكرة بجملة قصر ملازمة وهي معرفة في المعنى ؛ يتمخّض عنه تخصيص عميق الدلالة من جهتين :
إحداهما : أنّ رُكْنَي جملة القصر فعليّان ماضية أفعالهما ، تدلّ على الزمن الماضي لفظاً ، وعلى الحاضر والمستقبل المستمرّ معنىً. وبعبارة أخرى : تدلّ على مطلق الزمن بقرينة الملازمة ؛ فالمكروب متى ما أقدم على هذه الأفعال في خصوص مسجد الكوفة ؛ تحقّقت النتيجة ، ماضياً كان زمن حدوثها منه أو حاضراً أو مستقبلا.
ولعلّ دلالة مضي كلّ هذه الأفعال هو الثبوت بعد الحدوث ، فإنّ ثبوت حدوث النتيجة (المقصور عليه) للسبب (المقصور) بعد حدوث السبب إنّما هو ثبوت ملازمة ؛ وظرف كلّ ذلك مسجد الكوفة.
والأخرى : أنّ نزول الصفة وموصوفها منزلة الشيء الواحد ؛ يعني عدم انفكاك تلك الملازمة عن مسجد الكوفة ؛ فهي من أعمق خصائصه.
المطلب الرابع : تعدّد النعوت :
تعدّدت النعوت في كامل الزيارات ، مفردةً أحياناً ، ومتنوّعةً أحياناً أكثر ،