والأكثر في تعدّدها متنوّعةً اقتصارها على نوعين : مفرد وشبه جملة ، أو مفرد وجملة.
أمّا المفرد وشبه الجملة ، فلوحظ تقدّم شبه الجملة على المفرد في عدد منها ، على حين كان المفرد متقدّماً في المواضع التي جمعت بين المفرد والجملة.
(أ) شبه الجملة والمفرد :
ومن أمثلته ، ما روي عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام أنّه قال : «إنّ زيارة قبر رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) ، تعدل عمرةً مع رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) مبرورةً» (١).
والكلام هنا عن زيارة قبر الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وما فيها من الأجر ، فكانت (تعدل حجّة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) مبرورةً) ، وهنا موصوف له صفتان :
إحداهما : (مع رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)) : وهي صفة ظرف تقدّمت الصفة المفردة ، ولا يخفى ما في هذا التقدّم من بعد دلالي يرقى بالصفة من العَرَضية اللازمة إلى الجوهرية ؛ فكونها (حَجّة مع رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)) يؤثّر في باطن هذه الحجّة وجوهرها ؛ فيكون لها تخصيص يميّز جوهرها من غيرها من الحجج ، وإذا تمّ هذا ؛ تكون هذه الصفة هي المخصّصة لنكرتها ؛ وتكون الصفة الثانية ناتجةً عن هذه الصفة.
والأخرى : (مبرورةً) : ولا ريب في أنّ كون الحجّة مع رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) جعلها مبرورةً ، ولا بدّ من ملاحظة أنّ صفات الأعمال العبادية إن لم تكن في موصوفاتها
__________________
(١) كامل الزيارات : ١٥.