جوهراً ، فهي تؤثّر في جوهرها في نفس مؤدّيها ووجوده.
أمّا معنى مبروريّتها : فهو أنّها «قبلت قبول العمل الصادق» (١) ، قبولا يوصل صاحبها بإحسان ربّه ولطفه إلى التجاوز عن خطيئته (٢).
ويشتدّ بهذا اللّحاظ تخصيص النكرة (حجّة) بصفتيها هاتين ؛ لا إلى مرتبة التعريف بالعنوان أو ما بمعناه وحسب ، بل إلى دائرة أخصّ ؛ إذ ما كلّ من حجّ مع رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) مؤهّل لتلقّي الأثر الروحي وقبول حجّه بالمعنى المتقدّم.
(ب) : المفرد والجملة :
يتقدّم المفرد الجملة وصفاً في كامل الزيارات ، ومن أغزر أمثلته معنىً ما ورد عن الإمام الصادق في مقطع من زيارة لجدّه الحسين (صلوات اللّه عليهما) ، يخاطبه فيه بقوله : «كنت نوراً في الأصلاب الشامخة ، ونوراً في ظلمات الأرض ونوراً في الهواء ، ونوراً في السماوات العلى ، كنت فيها نوراً ساطعاً لا يطفأ» (٣).
ودلالة التخصيص في هذا المقطع الزياري لا تقتصر على ما في وصف النكرة من تخصيص ؛ بل ثمّة تخصيص أعمّ من وصف النكرة وأسبق ، هو ما ينبض به هذا المقطع من نورانية لازمت شخصية سيّد الشّهداء قبل وجوده في الدنيا ، وما الجملة المخصّصة فيها النكرة إلاّ تأكيد لتلك الخصوصية وتعميق.
على أنّ النكرة (نوراً) التي تكرّرت في هذا المقطع حتّى وصفت بصفتين
__________________
(١) مقاييس اللغة ، مادة (بر) ١ / ١٧٦.
(٢) ينظر : التحقيق في كلمات القرآن الكريم ، مادة (بر) ١ / ٢٤٩.
(٣) كامل الزيارات : ٢٣٠.