المبحث الثالث
المعطيات الفقهية لتلك التطبيقات
تمهيد :
وعلى ضوء ما تقدّم من ذكر الأمثلة التطبيقية من موارد متفرّقة من متن كتاب الحدائق يمكن أن نستنتج بعض المعطيات الفقهية المستوحاة من تلك التطبيقات ، وهو ما يتناوله هذا المبحث من مباحث هذا الفصل من فصول هذه المقالة.
وفي واقع الأمر فإنّه يمكن القول بأن ليست هذه المعطيات هي معطيات لما يمثّله شخص صاحب الحدائق كفقيه مستنبط أو أنّها معطيات مترتّبة على خصوص كتاب الحدائق كمصنّف فقهيّ استنباطيّ بقدر ما تعدّ في غالبها آثاراً لمعالم مدرسة كاملة عُرفت بالمدرسة الأخبارية بما لها من مبان ومتبنّيات فقهية وأصولية وحديثية ورجالية و ... أريد تطبيقها في مصنّف فقهيّ موسوعيّ استدلاليّ مثل كتاب الحدائق ، والذي يُعدّ صاحبه بالطبع من أبرز رجالات تلك المدرسة ومن أكابر فقهائها المعروفين ، كما ويُعدّ كتابه الحدائق من أضخم المصنّفات الفقهية التي تَنتسِب لأركان هذه المدرسة ومفاهيمها الدينية الفقهية ، خصوصاً بعد ما كان قد ذكر في أوّل كتابه وضمن مقدّمات أنهاها إلى اثنتي عشرة مقدّمة معالم ومباني وأسس ومناهج مدرسته تلك ، وبنى مسائل كتابه وبحوثه الفقهية الاستدلالية الاستنباطية استناداً على تلك المباني والضوابط والأسس كما تقدّمت الإشارة إلى ذلك.