أهمّ المعطيات الفقهية لتلك التطبيقات
١ ـ استقصاء جميع الأخبار الواردة في المسألة :
وهذه هي الخطوة الأولى التي شكّلت أهمّ ركيزة للفكرة الموسوعية في كتاب الحدائق ، حيث إنّ المصنّف حاول استقصاء الأخبار الواردة في كلّ مسألة بما تحويه من أقوال متعدّدة وجمعها من مصادرها الشيعية المختلفة ، سواء في ذلك المجاميع والمصنّفات الحديثية أم كتب الفقه والأحكام أم القرآن والتفسير بل حتّى كتب الدعاء والرجال ، كما أنّه لم يقتصر على مجاميع الحديث من الكتب الأربعة المعروفة فحسب وإنّما تعدّاها ـ وبحسب منهجه في تصحيح جميع الأخبار المروية ـ إلى مرويّات كتب أخرى كثيرة ، ككتابي عيون أخبار الرضا والأمالي للشيخ الصدوق ، وكتاب الاحتجاج للشيخ الطبرسي ، وكتاب فقه الإمام الرضا أو كما أسماه الفقه الرضوي المنسوب للإمام عليهالسلام ، وغير ما ذُكر جمعه العلاّمة المجلسي في كتابه بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار ، كلّ ذاك مبتنياً على أساس الاعتقاد بصحّة جميع الأخبار الواردة عن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام المأخوذة عن الأصول الأربعمائة المعتمدة عند الشيعة (١).
__________________
(١) جاء في إعلام الورى للطبرسي ٤١٠ ما نصّه : «روى عن الصادق عليهالسلام من مشهوري أهل العلم أربعة آلاف إنسان وصُنِّف من جواباته في المسائل أربعمائة كتاب وهي معروفة بكتب الأصول ، رواها أصحابه وأصحاب أبيه من قبله وأصحاب ابنه أبي الحسن موسى عليهمالسلام. وفي ذكرى الشيعة للشهيد ١/٥٨ : «... حتّى أنّ أبا عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام كُتِب من