التركيبية من حيث : دلالة الجملة ، ودلالة التنكير. أمّا المبحث الآخر فاشتمل على دلالة حروف المعاني. وسبق هذين المبحثين تمهيد.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين والصلاة على محمّد وآله الأطهار.
التمهيد :
الدعاء من الأغراض البلاغية التي يخرج إليها الأمر والنهي ، والأصل في الدعاء أن يكون : «كالنداء إلاّ أنّ النداء قد يقال بـ : (يا) أو (أيا) ، ونحو ذلك من غير أن يضمّ إليه الاسم ، والدعاء لا يكاد يقال إلاّ إذا كان معه الاسم نحو يا فلان ، وقد تستعمل كلّ واحد منهما موضع الآخر ، قال تعالى : (كَمَثَلِ الّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إلاّ دُعَاءً وَنِدَاءً) (١) ويستعمل استعمال التسمية نحو دعوت ابني زيداً ، أي : سمّيته ، قال تعالى : (لاَ تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُوْلِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضَاً) (٢) ... ودعوته إذا سألته وإذا استغثته ، قال تعالى : (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ) (٣) أي : سَلْه»(٤).
فإنّ لهذه الكلمة معاني متقاربة فهي تشبه النداء والسؤال ، والسؤال هنا على وجه التضرّع والاستكانة ، لأنّه صادر من العبد إلى الربّ ، من هذا يتّضح أنّ الأمر
__________________
(١) سورة البقرة ، من الآية ١٧١.
(٢) سورة النور ، من الآية ٦٣.
(٣) سورة البقرة ، من الآية ٦٨.
(٤) مفردات ألفاظ القران : ١٩٠.