بسيّد الساجدين ألا وهو الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليهالسلام ، إذ ورثنا عن هذا الإمام المقدّس إرثاً مباركاً هو الصحيفة السجّادية ، التي تعدّ بحقّ برنامجَ عمل للفرد المسلم.
تعدّدت مضامين الأدعية في الصحيفة السجّادية(١) ، ومن هذه الأدعية دعاء أهل الثغور الذي يتضمّن مناجاة الإمام السجّاد عليهالسلام للباري تعالى يسأله أن يحمي بلاد المسلمين من كيد الكافرين ، وأن يؤيّد حماة المسلمين المرابطين على حدودنا بتلك العبارات التي تبعث العزّة والحميّة في نفوس المجاهدين.
وجاء هذا الدعاء على شكل فقرات ، رصّع هذا الدعاء بأماكن متفرّقة منه بالصلاة على النبي وآله مرّات متعدّدة ، وزيّن دعاءه باقتباس معاني كثير من الآيات المباركات ، كقوله عليهالسلام : «وشرِّد بهم من خلفهم ، ونكّل بهم من ورائهم ، واقطع بخزيهم أطماع من بعدهم» إذ اقتبس هذا المعنى من الآية المباركة : (فَإِمّا تَثْقَفَنهُمْ في الْحَرْبِ فَشرِّدْ بِهِم مّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلّهُمْ يَذّكّرُونَ) (٢). ويتراءى للباحث أنّ الإمام عليهالسلام قد اقتبس قوله عزّ وجلّ : (وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً * إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوا إلاّ فَاجِراً كَفَّاراً) (٣). في قوله عليهالسلام : «اللهمّ عقّم أرحام نسائهم ، ويبّس أصلاب
__________________
(١) ينظر : الصحيفة السجّادية الكاملة من أدعية الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهالسلام ، تقديم السيّد محمّد باقر الصدر.
(٢) سورة الأنفال ، الآية ٥٨.
(٣) سورة نوح ، الآية ٢٥.