رجالهم».
وفي قوله عليهالسلام : «وأمددهم بملا ئكة من عندك مردفين حتّى يكشفوهم إلى منقطع التراب قتلاً في أرضك وأسراً» نجد هذا المعنى تزوَّده من قوله تعالى : (إِذْ تَستَغِيثُونَ رَبّكُمْ فَاستَجَاب لَكمْ أَنّي مُمِدّكُم بِأَلْف مِّنَ الْمَلائكَةِ مُرْدِفِينَ) (٨).
إنّ هذا الدعاء قد قُسِّم على أقسام ؛ القسم الأوّل : افتتحه بالصلاة على النبي وآله ، وقد تكرّرت هذه الصلاة كثيراً في الدعاء ، والقسم الثاني : الدعاء للمجاهدين المرابطين في سوح الجهاد يصدّون أعداء الله والإسلام ويردّون كيدهم في نحورهم. كقوله عليهالسلام : «وأنسِهِم عند لقائهم العدوّ ذكرَ دنياهم الخدّاعة الغرور ، وامحُ عن قلوبهم خطرات المال الفتون ، واجعل الجنّة نصب أعينهم ، ولوّح منها لأبصارهم ما أعددت فيها من مساكن الخلد ، ومنازل الكرامة والحور الحسان والأنهار المطّردة بأنواع الأشربة والأشجار المتدلّية بصنوف الثمر حتّى لا يهمّ أحد منهم بالإدبار ، ولا يحدّث نفسه عن قرنه بفرار».
والقسم الثالث : يدعو على أعداء الدين المعتدين الذين يتربّصون بالإسلام وأهله الدوائر بأن يضعّف قوّتهم ويشتّت شملهم وما شابهه ، كقوله عليهالسلام : «اللهمّ افلل بذلك عدوّهم ، واقلم عنهم أظفارهم ، وفرّق بينهم وبين أسلحتهم ، واخلع وثائق أفئدتهم ، وباعد بينهم وبين أزودتهم وحيّرهم في سبلهم ، وضلّلهم عن وجههم ، واقطع عنهم المدد ، وانقص منهم العدد ، واملأ أفئدتهم الرعب ،
__________________
(١) سورة الأنفال ، الآية ٩.