واقبض أيديهم عن البسط ، واخزم ألسنتهم عن النطق ، وشرّد بهم من خلفهم ، ونكّل بهم من ورائهم ، واقطع بخزيهم أطماع من بعدهم».
والقسم الرابع : يدعو فيه (صلوات الله عليه) لمن كان يزوّد المجاهدين وأعان أهليهم وذويهم بالمال ، أو يمدُّ المجاهدين بالعتاد والسلاح ، فهؤلاء كان لهم نصيب من دعاء الإمام عليهالسلام. كقوله عليهالسلام : «اللهمّ وأيّما مسلم خلف غازياً أو مرابطاً في داره ، أو تعهّد خالفيه في غيبته ، أو أعانه بطائفة من ماله ، أو أمدّه بعتاد ، أو شحذه على جهاد ، أو أتبعه في وجهه دعوة ، أو رعى له من ورائه حرمة ، فأجْرِ له مثل أجره وزناً بوزن ، ومثلاً بمثل ، وعوّضه من فعله عوضاً حاضراً يتعجّل به نفع ما قدّم وسرور ما أتى به ، إلى أن ينتهي به الوقت إلى ما أجريت له من فضلك ، وأعددت له من كرامتك».
وكان القسم الخامس لمن ضعف عن الجهاد ولم يتمكّن من تجهيز جيوش المسلمين لقصر ذات اليد وهؤلاء أيضاً لهم سهمٌ في دعائه عليهالسلام ، ولم يُحرموا من هذه النعم التي سألها عليهالسلام الله تعالى ، كقوله عليهالسلام : «اللهمّ وأيّما مسلم أهمّه أمر الإسلام ، وأحزنه تحزّب أهل الشرك عليهم فنوى غزواً ، أو همّ بجهاد فقعد به ضعف ، أو أبطأت به فاقة ، أو أخّره عنه حادث ، أو عرض له دون إرادته مانع فاكتب اسمه في العابدين ، وأوجب له ثواب المجاهدين ، واجعله في نظام الشهداء والصالحين».