النظم إلاّ أن تضع كلامك الوضع الذي يقتضيه علم النحو ، وتعمل على قوانينه وأصوله ، وتعرف مناهجه التي نُهِجَتْ ، فلا تزيغ عنها وتحفَظ الرسوم التي رُسمتْ لك فلا تُخلَّ بشيء منها»(١).
وتتجلّى الدلالة التركيبية في الجملة ، سواءً كانت فعلية أو اسمية ، وقد تكفّل بدراستها علم النحو ، وقد عرّفها النحويّون بأنّها «الكلام الذي يحسن السكوتُ عليه»(٢) ، وقد «عُنِي هؤلاء العلماء بدراستها من حيث بنيتها السطحية ، وبنيتها العميقة ، فقد حرصوا على أن يبيِّنوا كلَّ ما يتعلّق بأساليب الكلام العربي ، وإظهار خصائصه النحوية والبيانية ، والإشارة إلى مواطن الحسن والقبح فيه»(٣).
وعملهم هذا كان عن طريق دراسة العلاقات القائمة بين مفردات التركيب ، فمن تحليل النصّ يُعرَف الفاعلُ من المفعولِ ، والمسندُ من المسندِ إليه ، وختاماً المعنى المقصود من هذا التركيب ، وهي الغاية الأساسية للغة(٤) ، فإنّما وُضِعَت اللغة لوظيفة معيّنة ، وقد بيّن ابن جنّي هذا المعنى بقوله : «اللغة أصوات يعبِّرُ بها كلّ قوم عن أغراضِهم»(٥).
هذا وقد درست بعض مظاهر الدلالة التركيبية في نصّ دعاء الثغور للإمام السجّاد عليهالسلام ، فقسّمتها على مطلبين :
__________________
(١) دلائل الإعجاز : ٧٧.
(٢) شرح ابن عقيل ١ / ١٤.
(٣) الدلالة النحوية في شرح نهج البلاغة لميثم بن علي البحراني : ٧٢.
(٤) ينظر : المصدر نفسه : ٣٥.
(٥) الخصائص ١ / ٣٣.