صنف يطلبه للجدَل والمراء ، وصنف يطلبه للاستظهار والختل ، وصنف يطلبه للفقه والعقل ؛ فصاحب الجدل والمراء مؤذ عاد متعرّض للمقال في أندية الرجال ، يتذكّر العلم وصفته الحكم ، قد تسربلَ بالخشوع وتخلّى عن الورع ، فدقَّ اللّه تعالى من هذا خيشومه وقطع منه حيزومه ، وصاحب الاستطالة والختل ذو حُبّ ومَلَق ، يستطيل على مثله من أشباهه ، ويتواضع للأغنياء من دونه ، فهو لحلواتهم هاضم ولدينهم حاطم ، فأعمى اللّه تعالى على هذا خبره وقطع من آثار العلماء أثره ، وصاحب الفقه والعقل ذو كآبة وحزن وسهر ، قد تحنّك في برنسه وقام الليل في حندسه ، يعمل ويخشى ، وَجِلاً داعياً مُشفقاً ، مُقبِلاً على شأنه ، عارفاً بأهل زمانه ، مستوحشاً من أوثق إخوانه ، فشدّ اللّه تعالى من هذا أركانه ، وأعطاه يوم القيامة أمانه»(١).
وينبغي حفظ هذا الحديث ومذاكرته في كلّ يوم والمراقبة على أن لا يكون داخلاً في الذين دعا عليهم الباقر ، وأن يجهد نفسه أن يكون داخلاً في الذين دعا لهم عليه السلام بشدّ الأركان والأمان في القيامة.
والمؤمّل من جناب السيِّد الأجلّ الآقا السيِّد صدر الدِّين سلّمه اللّه تعالى أن لا ينساني من خاطره الشريف ويذكرني في دعواته وأوقات صلواته ومناجاته ، فإنّ دعاءه مرجوّ إجابته ، وأن يديم ذلك لي (و) لمشايخي في خلواته وجلواته فإنّ حقّ المشايخ عظيم وقدرهم عند اللّه ورسوله والأئمّة الطاهرين جسيم حيث حفظوا الدِّين وروّجوا شريعة سيّد المرسلين وناظروا المعاندين ونفوا تحريف الغاوين وتصحيف المعاندين بأنحاء أنواع الرواية.
__________________
(١) الكافي١ / ٤٩ ، ح٥ (باب النوادر).