يعلم أصله ومحتواه(١).
العوامل التي أدّت إلى نشوء بحث إعجاز القرآن
في المصنّفات الإسلامية القديمة
إنّ مناقشة إعجاز القرآن في المصنّفات الإسلامية وبحثه هو موضوع يختلف عن سائر الأبحاث التفسيرية والعلوم القرآنية ، خلافاً لأبحاث النسخ ، القراءات ، التفسير ، الأحرف السبعة ، فضائل القرآن ، المكّي والمدني ... فإنّ بحث الإعجاز القرآني إنّما هو أمر خارج عن النصّ القرآني وأنّه كان دخيلا على ثقافة المجتمع الإسلامي ؛ وبعبارة أخرى فإنّ بحوث إعجاز القرآن ليست هي تفسيراً ولا تدخل في صميم المواضيع القرآنية ، وإنّما هي كانت نتيجة للمجادلات الكلامية في أوساط المتكلّمين الإسلاميّين مع بعضهم البعض أو مع سائر الأديان كاليهود والمسيح(٢) ؛ وهنا نشير إلى عاملين بارزين ساهما في نشوء بحث إعجاز القرآن. علماً بأنّه لا يمكننا إنكار الكثير من العناصر الأخرى التي ربّما تكون مؤثّرة إلى جانب هذه العوامل الرئيسية في تطوّر فكرة الإعجاز وتبلورها.
__________________
(١) إنّ ما قام به السيّد حسين المدرّسي الطباطبائي من البحث والاستقراء في التراث الحديثي للشيعة لم يثمر عن أيّ نتيجة ولا رواية في تبيين مفهوم الإعجاز أو في وجه إعجاز القرآن ؛ فإنّ الفهرسة الموضوعية والأعلام في نهاية الكتاب عاريتان عن أيّ إشارة لمواضيع مثل : الصرفة ، الإعجاز ، المعجزة ، ونظم القرآن. أنظر :.(Modarressi. pp.٤٣٤ ـ ٤٤٤)
(٢) Martin. p.١٧٦