برسالة الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) (١). وفي الكثير من هذه المؤلّفات لا يمكن التفكيك بشكل واضح بين البحوث الاحتجاجية المهمّة التي تناولتها تلك المؤلّفات ، ولكن يمكن أن يقال : إنّ واحداً من أهمّ التساؤلات في تلك المصنّفات هو عبارة عن السؤال التالي : ما هي العناصر أو المقوّمات الأصلية للدليل المعتبر لتصديق دعوى النبوّة لكلّ نبيّ (٢)؟ فقد ذكر اليهود والمسيحيّون ـ تناسباً مع البحث عن هذا الأمر ـ المعجزات المشهورة لموسى وعيسى عليهماالسلام التي جاءت بها كتبهم بالتفصيل ، وكذلك المسلمون أيضاً فإنّهم مضافاً إلى ما ذكروه من المعجزات المذكورة في تاريخ الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) فقد تناولوا الإعجاز المكنون في نفس النصّ القرآني. وفي هذا المجال ومن خلال مرورنا السريع على عدد من أهمّ المؤلّفات الإسلامية والمسيحية في القرنين الثاني والثالث الهجريّين فإنّنا نسعى لتبيين مدى اهتمام مؤلّفي هذه المصنّفات بموضوع إعجاز القرآن.
١ ـ ابن رَبَّنْ الطبري أو ابن رَبَّنْ : أبو الحسن علي بن سهل : هو عالم ، وطبيب إيراني متضلّع بالأدوية والصيدلة في القرن الثالث الهجري ، ولد في مرو ، وهو من أهالي آمُل بطبرستان ، وقد اختلف في تاريخ وفاته ، ولكن من المسلّم به أنّه كان حيّاً إلى أواسط القرن الثالث الهجري ، أغلب تصانيفه في علم الطبّ والأدوية ، أشهر مصنّفاته في باب الأديان هو كتاب الدين والدولة في إثبات نبوّة النبي محمّد (صلى الله عليه وآله) الذي ألّفه في باب أفضلية دين الإسلام على سائر الأديان ، وربّما
__________________
(١) الفكر الإسلامي في الردّ على النصارى : ٤٠٧.
(٢) Martin,P.٨١.