يكون أقدم تصنيف في موضوع دلائل النبوّة(١). فإنّه يصرّح في هذا الكتاب بأنّه كان مسيحيّاً في بادئ الأمر ثمّ اعتنق الإسلام بمشورة من المتوكّل بعد ذهابه إلى البلاط العبّاسي(٢) ، وله مصنّف آخر أيضاً تحت عنوان الردّ على النصارى(٣) ، وقد أتى في كتابه هذا بعدّة أدلّة على إثبات نبوّة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ، وفي الفصل السادس أخذ بالمقارنة بين القرآن من جهة والتوراة والإنجيل من جهة أخرى ، ومن ثمّ ذكر مؤيّدات على أصالة وعلوّ شأن النصّ القرآني ومتانته ، والجدير بالذكر أنّه على الرغم من تناوله موضوع أمّية الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وإشارته إلى بعض آيات التحدّي مثل البقرة (٢٣) وهود (١٣) (٤) ، إلاّ أنّه لم يتكلّم أبداً عن إعجاز أو نظم القرآن في كتابه هذا(٥).
٢ ـ عبد المسيح الكندي : إنّ المراسلة التي دارت بين عبد المسيح بن إسحاق الكندي وعبد الله بن إسماعيل الهاشمي في أواسط القرن الثالث الهجري كان فيها بعض الإشارات إلى موضوع إعجاز القرآن ودلالته على نبوّة الرسول
__________________
(١) مينگانا (Alphonse Mingana) هو الذي ترجم هذا الكتاب إلى اللغة الانكليزية طبقاً لنسخة مكتبة جان رايلند في مانشستر ، ثمّ طبعه سنة (١٩٢٣م) ، وقام بطبع نص الكتاب فيما بعد عادل نويهض في سنة (١٣٩٣ هـ/١٩٧٣م) في بيروت دار الآفاق الجديدة. فيما يتعلّق بخصائص هذا الكتاب والبحث عن أصالته أنظر :
Martin, p.١٧٧ ؛ Thomas, ٢٠١١, p.٢٠٧ ؛ Thomas, ١/٦٧٢ ـ ٦٧٤ ؛ Adang, p.٢٨ ـ ٣٠.
(٢) ابن رَبَّنْ الطبري : ٢١٠.
(٣) Thomas, ١/٦٧١.
(٤) ابن رَبَّنْ الطبري : ١٠٤.
(٥) انظر : نفس المصدر : ٩٨ ـ ١٠٦.