الأعظم (صلى الله عليه وآله) ، وقد تردّد بعض المحقّقين الغربيّين في كون هذه الرسالة ترجع إلى أواخر القرن الثاني وعهد المأمون العبّاسي(١) ، ولكن من خلال جوانب مختلفة نرى أنّ الأجواء الجدلية للقرن الثالث الهجري متجليّة فيها ، وقد أشار الهاشمي في دعوته لزميله المسيحي إلى الإسلام إلى العديد من الآيات القرآنية الدالّة على حقّانية الدين الإسلامي وتبيين حقيقة المسيح ، وقلّما جاءت إشارة في كلامه إلى موضوع الإعجاز القرآني ، ولكن في الجواب المطوّل للكندي نعثر على مطالب عديدة في باب المعجزات المنسوبة للرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ومقارنتها مع معجزات المسيح عليهالسلام ، وكذلك التحدّي في آيات القرآن ، والإخبار عن قصص الملل الغابرة ؛ وفي موضع آخر من مراسلته(٢) لا يعدّ الاستناد إلى الآية (٢٣) من سورة البقرة ونظائرها كافية لإثبات إعجاز القرآن ، وهذه الأدلّة لا يعدّها مضاهيةً لمعاجز النبي موسى عليهالسلام والنبي عيسى عليهالسلام.
٣ ـ عمّار البصري (كان حيّاً في النصف الأوّل من القرن الثالث) : وهو من المسيحيّين النسطوريّين حيث يعدّ مع ثيودور أبي قرّة وأبي رائطة التكريتي من
__________________
(١) انظر في هذا الشأن : مقالة جورج تارتار التي جاءت تحت عنوان (وثاقة وأصالة الهاشمي والكندي في عهد المأمون العبّاسي) :
Georges Tartar, "L©authenticite des epitres d©al ـ Hsimi et d©al ـ Kindi sous le calife al ـ Ma\'mأn (٨١٣ ـ ٨٣٤)." Actes du premier Congres d\'Etudes Arabes Chretiennes, edited by Khalil Samir, Rome : Pontificum Institutum Studiorum Orientalium / Pontificio Istituto Orientale, ١٩٨٢, pp. ٢٠٧ ـ ٢٢١.
(٢) رسالة عبد الله بن إسماعيل الهاشمي إلى عبد المسيح الكندي : ٧٥ ـ ٧٦.