سنة (٢٧٥ هجرية) ، وهو من عائلة إيرانية ، وقد برع في علم النجوم ، كان زرادشتيّاً واعتنق الإسلام ، وقد اشتغل بالرّصد في بلاط المأمون العبّاسي ، وكان نديماً للخلفاء العبّاسيّين مثل المتوكّل ، المستنصر ، المعتصم ، المعتزّ ، المهتدي ، والمعتمد(١) ، وهو مؤلّف كتاب البرهان ؛ وهذا الكتاب تضمّن دلائل النبوّة ، وقد ألّف هذا الكتاب مخاطباً به قسطا بن لوقا وحنين بن إسحاق المسيحيّيَن وقد دعاهما إلى اعتناق الإسلام. وفي هذا الكتاب ـ وكذلك في جواباته لقُسطا وحُنين ـ أولى اهتماماً خاصّاً بموضوع إعجاز القرآن. إنّ مصنّف أبي الحسن علي بن يحيى ابن المنجّم ربّما يكون أقدم كتاب تتبّع فيه المصنّف الدليل القاطع على نبوّة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ، وأكّد فيه على موضوع إعجاز القرآن. وقد اعتمد في دليله هذا على أمر وهو أنّ النبي محمّد (صلى الله عليه وآله) لابدّ وأن يكون له دليل قاطع وإيمانٌ على أنّ النصّ القرآني لا بديل له ، فإنّ النبي (صلى الله عليه وآله) لا يمكنه تحدّي مخالفيه على أن يأتوا بمثل هذا القرآن إذا لم يكن له علم وإيمان قاطعٌ على أنّه لا يمكن لأحد أن يتحدّى القرآن ويأتي بمثله ، إذ أنّه من السفاهة والعبث أن يعمل الإنسان عملاً ولم يكن لديه إيمان بوجود دليل قاطع عليه وإنّ تاريخ حياة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) يبيّن على أنّه (صلى الله عليه وآله) كان إنساناً عاقلاً ومنزّهاً عن الخطأ(٢).
٥ ـ الواسطي : أبو عبد الله بن زيد (أو يزيد) ، سنة ميلاده غير معلومة ولكنّه من اليقين أنّه ولد في واسط ، وتوفّي سنة (٣٠٦ هجرية) ، ولا علم لنا عن حياته
__________________
(١) Thomas,١/٧٦٢.
(٢) للحصول على تفصيل أكثر انظر : Thomas.١/٧٦٣ ـ ٧٦٧