سوى ما ذكره لنا ابن النديم من معلومات(١) ؛ يُعدّ من تلامذة أبي علي الجبّائي حيث توفّي بعده بأربع سنوات ، وذكر ابن النديم أنّ من أهمّ مصنّفاته كتابين هما : الإمامة وإعجاز القرآن في نظمه وتأليفه ، وقد أضاف القاضي عبد الجبّار(٢) أنّه كانت له سمة (الكاتب) ، وقد ألّف كتاباً في موضوع بشارة التوراة بنبوّة النبي محمّد(٣) (صلى الله عليه وآله) ، إلاّ أنّ القاضي عبد الجبّار لم يذكر اسم الكتاب بصورة دقيقة إلاّ أنّ اهتمامه بهذا الكتاب إلى جانب كتب ابن قتيبة وأبي بكر الزهري الكاتب وأحمد ابن يحيى المنجّم يدلّ على أهمّية هذا الكتاب خاصّة مع مضي قرابة مائة عام على زمن عبد الجبّار(٤).
٦ ـ قُسطا بن لوقا البعلبكي (Costa ben Luca) (حدود : ٢١٥ ـ ٣٠٨ هـ) ولد في بعلبك وتوفّي في أرمينيا ، كان فيزيائيّاً ، مترجماً ، وعالماً مسيحيّاً ينتمي إلى الأرثودوكس الملكيّين ، قضى أكثر عمره في بغداد ، وقد ترجم إلى العربية كثيراً من الكتب في باب الفلسفة ، النجوم ، المنطق وأمثالها. وقد أثنى عليه ابن النديم في عدّة مواضيع من فهرسته(٥) ذاكراً منزلته العلمية مفضّلاً إيّاه على حنين بن إسحاق. إنّ جوابه على رسالة ابن المنجّم الذي عرف بعنوان (الجواب أو البرهان) (٦) يعدّ
__________________
(١) الفهرست لابن النديم : ٢٢٠.
(٢) تثبيت دلائل النبوّة : ٢ / ٣٥٢.
(٣) الفكر الإسلامي في الردّ على النصارى : ١٦٦.
(٤) انظر : ١/١٤٥ ـ ٢٤٦ Thomas.
(٥) منها في صفحة ٣٠٥ ، ٣٥٣.
(٦) للحصول على النسخ الخطّية لكتاب قسطا بن لوقا وعلى طباعة النصّ العربي له مع تراجمه المختلفة : البولندية والإيطالية والفرنسية انظر : Thomas ١/١٥٩.