من المؤلّفات الحجاجية المسيحية التي يمكن العثور فيها على مطالب كثيرة في باب إعجاز القرآن وأدلّة نفي أو أثبات نبوّة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ، مثلاً فإنّه يسعى إلى إثبات أنّ معجزة القرآن لا يمكنها أن تكون في عداد المعاجز المعروفة لموسى عليهالسلام وعيسى عليهالسلام (١). إنّ هذا الكتاب في واقع الأمر ردٌّ على كلّ كلمة قال بها ابن المنجّم في رسالته ، علماً بأنّه من خلال بحثه عن أدلّة نبوّة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ومناقشة أدلّة ابن المنجّم قد نحصل على مطالب عديدة في باب إعجاز القرآن. وقد تطرّق مروان راشد إلى مثل هذه المطالب في مقالة تحت عنوان : (شواهد جديدة في نقد إعجاز القرآن في نهاية القرن الثالث : قسطا بن لوقا في قبال ابن المنجّم) (٢).
٧ ـ ثيودور أبو قرّة ، أو ثيودوروس ، أسقف ملكي المذهب ، يحتمل أنّه ولد في أُدسا (رُها) وتوفّي في حرّان ، ولم يُعلم تاريخ ميلاده ووفاته دقيقاً ، ولكن نقل عنه أنّه شارك في مناظرة على عهد المأمون (خلافته : ١٩٨ ـ ٢١٨هـ) ، يعدّ أشهر مؤلّف باللغة العربية في الأدبيّات الحجاجية الدينية ، ومن بين الأقوال الكثيرة التي كان يهاجم بها ويتحامل بها على الدين الإسلامي كان يدّعي أنّ الرسول الأعظم لا
__________________
(١) Thomas ١ / ١٥١ ـ ١٥٢.
(٢) Marwan Rashed. "New evidence on the critique of the Quranic miracle at the end of the third/ninth century : Qusta Ibn Luqa vs. the Banu al ـ Munajjim" In the age of al ـ Farabi : Arabic philosophy in the fourth/tenth century, edited by peter Adamson, London : Warburg Institute/Turin : Nino Aragno Editore (Warburg Institute Colloquia no. ١٢). ٢٠٠٨. pp.٢٧٧ ـ ٢٩٤.