وبيّن ابن النديم في كتاب الفهرست أنّ ثمّة تصانيف أُخرى في أواخر القرن الثالث قد صنّفت أيضاً تحت عنوان (نظم القرآن) و (إعجاز القرآن) ، وفي سنة (٣٧٧ هجري) قد ذكر عدداً من هذه المصنّفات بالنحو التالي(١) : «كتاب إعجاز القرآن في نظمه وتأليفه لمحمّد بن يزيد الواسطي المعتزلي ، كتاب نظم القرآن لابن الإخشيد ، كتاب البيان عن بعض الشعر مع فصاحة القرآن للحسن بن جعفر البرجلي ، كتاب نظم القرآن لأبي علي الحسن بن علي بن نصر»(٢) وهؤلاء الأشخاص بأسرهم يميلون إلى المعتزلة(٣) ، كذلك قد نسب في الفهرست(٤) عنوان (نظم القرآن) إلى أشخاص مثل ابن أبي داوود السجستاني (ت ٣١٦ هـ). كذلك أبو العبّاس النجاشي(٥) نسب إلى الشلمغاني كتاباً بهذا العنوان ، وقد نسب ياقوت الحموي أيضاً(٦) مثل هذا الكتاب إلى أبي زيد أحمد ابن سهل البلخي (ت
__________________
(١) من الواضح أنّ الكتب التي ألّفت تحت عنوان (نظم القرآن) كانت أكثر من الكتب التي جاءت تحت عنوان (إعجاز القرآن) وكانت متقدّمة عليها ، والظاهر أنّ أقدم كتاب صنّف تحت عنوان (إعجاز القرآن) يرجع إلى أوائل القرن الرابع ، وقد نسب الداوودي مصنّفاً تحت عنوان (إعجاز القرآن) إلى محمّد بن عمر بن سعيد الباهلي (ت ٣٠٠ هـ) من متكلّمي المعتزلة (طبقات المفسّرين ٢/٢١٩).
(٢) الفهرست لابن النديم : ٤١.
(٣) وقد عنون ابن النديم هذا الفصل من كتابه تحت عنوان : (الكتب المؤلّفة في معاني شتّى من القرآن) ؛ حيث يتبيّن من خلال ذلك أنّه لم يكن لديهم في تلك الحقبة أبحاث وعناوين مثل (نظم القرآن) و (إعجاز القرآن) كأبحاث مستقلّة وعناوين بارزة.
(٤) الفهرست لابن النديم : ٢٨٨.
(٥) رجال النجاشي ٢ / ٣٧٩.
(٦) معجم الأدباء ١/٢٧٥.