لابدّ من التوثيق. وهو الوجه. ولا يبعد كون حديث الراوي المتّصف بذلك حسناً ، لقوله عليهالسلام : (اعرفوا منازل الرجال على قدر روايتهم عنّا) (١)» (٢).
٤ ـ كتاب مقباس الهداية في علم الدراية :
يُعتبر كتاب مقباس الهداية في علم الدراية في ٧ مجلّدات للشيخ عبد الله المامقاني (ت ١٣٥١ هـ) أوسع الكتب وأشملها في هذا الموضوع. فقام المصنّف بشرح علم الدراية بموضوعه ومصطلحاته شرحاً مسهباً ، وأثرى بحثه الحديثي بمباحث أصولية ، وتفرّد في جملة من بحوثه وتحقيقاته.
والكتاب يشتمل على مقدّمة وفصول وخاتمة.
قال في المقدّمة : «أنّه لمّا كان علما الدراية والرجال من العلوم المتوقّف عليها الفقه والاجتهاد عند أولي الفهم والاعتبار ، وصارا في أزمنتنا مهجورين بالمرّة ، حتّى لا تكاد تجد بهما خبيراً ، وبنكاتهما بصيراً ، بل صارا من العلوم الغريبة ، والمباحث المتروكة ، رأيت من الفرض اللازم علىَّ تصنيف كتابين فيهما ، جامعين لهما ، باحثين عنهما ، وافيين بشتاتهما ، كافيين لمن طلبهما ، كاشفين عن غوامضهما ، مبيِّنين لدقائقهما ، موضحين لحقائقهما ، مع اختلال البال ، وتشتّت الفكر والخيال ، وملال الخاطر عن عوارض الدهر الغدّار»(٣).
__________________
(١) الكافي ١ / ٥٠ ح ١٣.
(٢) نهاية الدراية : ٤٢٣.
(٣) مقباس الهداية ١ / ٣٥ ـ ٣٦.