٤٤٧ هـ) ، ابن سنان الخفاجي (ت ٤٦٦ هـ) وعبد القاهر الجرجاني (ت ٤٧٤ هـ) تعدّ آراؤهم ومصنّفاتهم بأسرها من نتاج عهد تكامل وتطوّر البحث عن (إعجاز القرآن).
خلاصة البحث
إنّ المفسّرين وسائر علماء الإسلام في القرون الأولى كانوا يعدّون آيات التحدّي في القرآن إنّما جاء بها محكم القرآن لتأييد مدّعاه على صحّة دعوة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ولأصالة كون القرآن من عند الله ، ومع ظهور البحوث العلمية في المجتمع الإسلامي في غضون القرون الأولى فإنّ مفهوم (إعجاز القرآن) وعدم إمكان تقليده مع تبيين وجه إعجازه بدأت تدريجيّاً تظهر ملامحه واضحة وأكثر تكاملاً ، حتّى جاء متكلّمو المعتزلة في أواخر القرن الثالث الهجري بنظريّات مختلفة في هذا الشأن.
هناك عاملان أساسيّان لهما دورٌ مهمّ في عملية الانتقال من مفهوم (التحدّي) إلى مفهوم (إعجاز القرآن) وتبيين الوجوه المختلفة للإعجاز القرآني ؛ الأوّل : هو محاججات المسيحيّين واليهود لردّ صدق رسالة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) والدين الإسلامي في تلك القرون ، بحيث أدّى ذلك في المقابل من جانب المسلمين إلى تصنيف كتب كثيرة في الدفاع عن رسالة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وإثبات وتثبيت رسالته ، وقد أدّى هذا الأمر إلى ظهور مجموعة ضخمة من الكتب جاءت تحت العناوين التالية : دلائل النبوّة ، أعلام النبوّة ، أمارات النبوّة ، إثبات