لكن قد اشتهر والد والدي بالزهد والكرامة والأدعية المستجابة ، وفي آبائه من يعرف بالنبالة ويمدح بالجلالة ، ومقبرة السيّد الجليل الممجّد الموسوم بالسيّد محمّد في قرية (ايكه) من قرى (لواسان) الواقع في نواحي (طهران) مزار للأنام يتوسّلون به لقضاء الحوائج ومغفرة الآثام.
وفي طبقات أعمام والدي من كان طوداً في العلم وعلماً في الفضائل ، وهو العالم العامل الكامل ، حامل الأُصول والفروع من الأوائل إلى الأواخر ، السيّد مرتضى اللواساني من معاريف تلامذة صاحب الجواهر طاب ثراهما(١) وقد أدركتُ صحبته وأنا ابن عشر سنين تقريباً ، ملازماً حضور جماعته واستماع مواعظه ، ومن بعده أكبر أولاده السيّد السند الجليل والحبر النبيل الفقيه الحاج مير محمّد علي رحمه الله تعالى ، وقد عاصرتُهُ في أواخر عمره.
والحاصل إنّي في طبقة آبائي أوّل من اشتغل بتحصيل العلوم ، ولم يكن لي أخ ردءاً وعوناً ، ولا من يشوّقني ويكون لي من الموانع صوناً ، بل رام والدي أن أتعلّم التعليمات(٢) الابتدائية والكتابة والقدرة على المحاسبة لأكون له مُعيناً في أُموره ، جابراً لقصوره.
لما رأى منّي الشوق إلى التحصيل عند علويّة عجوزة في بيتنا عاكفة ، وبتعليم الأطفال عارفة ، فأمرني بالحضور عند مُلّا ميرزا محمّد الذي كان له مكتب
__________________
(١) وهو الشيخ محمّد حسن النجفي من أكابر علمائنا إليه انتهت رئاسة الإمامية ، توفّي سنة ١٢٦٦ هجرية (الأعلام ٦ / ٩٢).
(٢) في المخطوط : (والتعليمات).