وصرف مير والأنموذج(١).
ومدير المكتب سيّد جليل يسمّى (آقا سيد كاظم) فلم أبرح إلاّ قليلاً ، فأخرجني منه وأودعني عند أحد الطلاّب من مدرسة محمّدية التي تحاذي المسجد الجامع ، فعلّمني صرف مير وشرح التصريف والأنموذج في أزمنة قليلة.
ثمّ إنّ السيّد الجليل إمام الجماعة الحاج السيّد علي من أصدقاء والدي وله ابنٌ يسمّى بـ : (سيّد آقا) كان كسلاً في التحصيل ، راغباً بالتعطيل ، فاستدعى السيّد المذكور أن يجعلني تلميذاً عنده لأكون شريكاً مع ابنه في الدرس والبحث ، زعماً بأنّه بالمصاحبة والمباحثة والتذكار يصير مشتاقاً إلى التحصيل ، لقرب الجوار والاستيناس ببرهة من الليل وطول النهار ، نقرأ عنده السيوطي وشرح النظام ، لكن ما كان مصاحبتي لابنه موثّراً للتشويق.
وأحسّ والدي أنّ تحمّل بعضَ خدمات جناب السيّد ، الذي كان يجعله في عهدتي ممّا لا يليق ويصير موجباً للتعويق ، فأخرجني من عنده وأودعني عند واحد من طلاّب مدرسة ملاّ آقا رضا ، اسمه ملاّ عزيز الله ، من أهل (طالقان) وكان رجلاً فاضلاً عالماً بالأدبيّات والتفسير والفقه ، من تلامذة العالم العامل النبيل والفقيه ، السيّد إسماعيل البهبهاني(٢) من تلامذة صاحب الجواهر ، فتعلّمت عنده الجامي والشرائع في الفقه ، وكان ملتزماً بأن يرجع في الربيع والصيف إلى وطنه
__________________
(١) من كتب اللغة العربية التي تدرس في الحوزة العلمية.
(٢) السيّد إسماعيل البهبهاني الرازي منزلاً وموقفاً ، من تلامذة الشيخ الأنصاري والنجفي صاحب الجواهر ، صاحب الرسالة الإرثية المعروفة. انظر : طرائف المقال ١ / ٤٣ ، جواهر الكلام ١/١٨ ، الذريعة ١٠ / ١٩٦ ، الكرام البررة ١ / ١٤٦ ، موسوعة مؤلّفي الإمامية ٢ / ٥٨٩.