في (طالقان) قرية تسمّى (ديوان) ، فأراد المسافرة إليها ، وقد ماتت والدتي ، وأنا ابن ثلاثة عشر ، ووالدي متزوّج بمن تعاديني في أغلب الأوقات ، ولا يقدر والدي منعها ولم يكن راضياً بذلك.
فأمرني أن أُسافر إلى (طالقان) مع أُستاذي ، فسافرت معه ، والسكوت ـ عمّا جرى عليّ من تعب المسافرة وذلّة المجاورة مع أولاده ، وقلّة المؤونة ، وضيق المعاش ، وأكل خبز الدخن والشعير ، وفقد اللحم إلاّ اليسير إلى غير ذلك ـ أولى ، لكن لم يكن له تعطيل في التدريس والأمر بالتحصيل والتقديس.
فلمّا انصرم الصيف وجاء الخريف رجعنا إلى (طهران) فأخبرتُ والدي بما جرى عليّ في الأكل والاستخدام ، وما وصل إليّ في تلك الأيّام ، وقلت له : أنا بحمد الله تعالى مستغن عن معلّم يأخذ على عمله منك الأجرة ، بل طلبت من [أحد] الطلاّب في أحد المدارس أصير عارية في الحجرة وأقرأ الدرس عنده وعند كلّ من يدرّس ما أحتاج إليه ، فاستصوب رأيي وبياني وأرخى على عاتقي عبائي.
فذهبتُ إلى مدرسة المروي(١) وشرعت عند الشيخ المؤتمن ، الشيخ محمّد حسن أخ العالم الأوحد الأوقر ، الحاجّ ملاّ جعفر المعروف ، بـ : (چاله ميداني) (٢) بقراءة الشمسية(٣) ، وعند رفيق حجرته بكتاب آخر ليس الآن ببالي وأظنّه حاشية
__________________
(١) مدرسة مروي في طهران تنسب لفخر الدولة الحاجّ محمّد حسين خان القاجاري المتوفّى سنة ١٢٣٤ هجرية (الذريعة٣ / ٣٧١).
(٢) انظر : الذريعة١/٤٠١ ، وج١١ ص٤٧ و١٠٤ ، ج١٢ ص٦٦ ، وج١٥ص١٣٣ وج١٨ ص٢٠٠.
(٣) كتاب يدرسه طلاّب العلوم الدينية.