ملاّ عبد الله(١).
وكيف كان ، زاد بالتحصيل والتعليم حرصي ، وبالطلاب وأهل العلم أُنسي ، بحيث تمنّيتُ أنْ أنال من كلّ (٢) فنون العلم أعلاها ، وأركب سنامها وذراها ، وترجّيتُ [أن أكون] معلّماً في العلوم كلّها ، بل أطّلعُ على الأسرار جلّها سئمت من مخالطة أهل البيت ، ووقوعي في حيص بيص وكيت كيت.
فعزمت على أن أجد منزلاً خالياً عن الأغيار في الليل والنهار ، ومسكناً مجمعاً للطلاّب والفضلاء والعلماءِ الأخيار ، لأكون جليسهم وأنيسهم للاستفادة ، ومستفيضاً منهم ما يورث نيل السعادة ، فما وجدتُ منزلاً موصوفاً بما قلت ، ومسكناً يكون كما رُمت إلاّ حجرة فوقانية في المسجد الجامع الذي يحاذي لشجرة نسترن الواقع في المسجد ، وكان المتصرّف في أُمور المسجد ، الشيخ الجليل النبيل ، الشيخ محمّد الملقّب بـ : (سلطان العلماء) رئيس أئمّة الجماعة في المسجد.
فاستأذنت منه سكنى تلك الحجرة ، فأجاز لي مع الترحيب ، وأذن لي مؤذّناً بالتصويب لما رأى من وجه اختياري الخروج من البيت والأهل ، ودخولي في التحصيل ، بما ذكرت له من الترتيب ، فنزلت فيها كذي المسافر و [معي] عدّة أسباب كافية لما أحتاج إليه ، ليس بزائد ولا قاصر ، وتركتُ دُخول البيت وأهله إلاّ ليالي الجمعات أو اتّفاق الاجتماعات والضيافات ، وفي غيرها من الليالي والأيّام ،
__________________
(١) كتاب في المنطق يدرسه طلاّب العلوم الدينية.
(٢) في المخطوط : (لكلّ).