وأنا أكتب مقالاته وتقريراته من أوّل المعالم إلى التتمّة وما قرأتُه عنده من شرح اللمعة(١) ، وكنت أحضر قبل ذلك في تدريسه المغني(٢) والمطوّل(٣) ، ولم أزل استفيد منه فوائد متفرّقة ومطالب متشتّتة ، أكتبها في بياض مضبوط ، واستمدّ من أنفاسه القدسية ، وأخلاقه الإنسية ، بقدر الطاقة والاستطاعة واللياقة.
لكنّي متأسّف على ما ضاع منّي شرحي على المعالم لكونه مع بعض كتبي في طهران حين مسافرتي إلى العتبات العاليات ، لتحصيل العلم عند العلماء الأعلام الفحول في التعليم وتدريس الفقه الخارج والأُصول ، وبعد المراجعة فقدته مع كتب أُخرى ، لكن ترك الأسف على فقده أحرى ، لأنّي الآن مخالف لمعتقداتي في ذلك الزمان.
وبالجملة ، فلمّا علا قدري وغلى قدري تعمّدت إلى حضور درس العلماء الأعلام في طهران ، وحجج الإسلام في ذلك الزمان مثل العلم الأوحد والبحر الممجّد ، سالك سبل الرشاد ، الآقا ميرزا صالح العرب الشهير بالداماد(٤) ، وكان يدرّس الرياض المعروف بـ : الشرح الكبير والقوانين مع شرحه الذي صنعه بنفسه ، ومثل علم الأعلام والحبر الأوحد الأوقر الميرزا جعفر نجل حجّة الإسلام
__________________
(١) الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية للشهيد الثاني المستشهد سنة ٩٦٥ هجرية.
(٢) مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام الأنصاري المتوفّى سنة ٧٦١ هجرية.
(٣) المطوّل في المعاني والبيان والبديع للتفتازاني.
(٤) كان السيّد الأمير محمّد صالح المعروف بـ : (العرب) يلقّب بالداماد ، لأنّه كان صهر صاحب الرياض على بنته ، توفّي بطهران سنة ١٣٠٣ هجرية ، كما في الذريعة ١٢ / ٧٢ ، وج ٦ ص١٠٠ ، وترجمته مفصّلة في أعيان الشيعة ٧ / ٣٦٩.