العلم الأوحد العالم الكامل الزاهد العابد الجليل الحاج ملاّ علي بن الحاج ميرزا خليل ، وعند الفقيه النبيه الصمداني المولى محمّد الفاضل الأيرواني في تدريسهم الفقه ، وعند علم الأعلام والبحر الطمطام الزاهد الأوّاه الآقا ميرزا حبيب الله الرشتي(١) ، الأُصولي.
وتمادى هذا الاشتغال إلى سنة خمس وتسعين(٢) ، فزعمتُ نفسي مجتهداً مطلقاً ، والأبواب عليّ مفتوحة لا مغلقة ، وصدّقني في ذلك المولى الحاج ملاّ علي ابن الحاجّ ميرزا خليل وشيخنا الفاضل الإيرواني عليهما رحمة الرحمان.
فعزمتُ الرجوع إلى طهران لصيرورتي متأهّلاً وحصل لي ولد في ذلك البلد سمّيته بالعربية (جاسم) ، لكون أُمّه متعرّبة ، وضاق أمر المعاش عليّ لعدم ما يبعث إليّ والدي كافياً للمعاش.
فعند ذلك عزمت زيارة (سامرّاء) وملاقاتي أستاذنا الأعظم والاسترخاص منه للرّجوع إلى طهران ، واستعطاء زاد المسافر اللائق من الوجوه(٣) اللائقة الموجودة عنده بكثرة فائقة ، لكونه حينئذ مرجع التقليد لكلّ الممالك إلاّ نادراً ، ويتوجّه إليه كلّ الوجوه من كلّ الممالك ، وبقيت في سامرّاء شهر الصيام وعدّة أيّام بعده ، وكنت يومئذ مشغولاً بكتابة رسالة في اعتبار تساوي السطوح في الكرّ وعدمه ، فلمّا فرغت منها قدّمتها إليه ليراها ، ويعرف منها مقامي في الفقه ، ويلتفت
__________________
(١) عالم مجتهد انتهت إليه رئاسة التدريس في النجف لأهل رشت وغيرهم ، كان من تلامذة الشيخ الأنصاري ، له تأليفات في الفقه والأصول ، توفّي سنة ١٣١٢ هجرية.
(٢) أي : سنة ١٢٩٥ هجرية.
(٣) يراد به الأموال.