النجف الحاج إبراهيم الكارزاني شيئاً ، فارجعْ إليه يتبيّن لك الأمر ، فذهبتُ إلى الحاجّ المعزى إليه ، فقلت له : حضرة الميرزا ، ما كتب إليك في حقّي؟
قال : من أنت؟ قلت : الحاج السيّد محمّد الطهراني. قال : كتب فيك أنّك متى عزمت الهجرة إلى سامرّاء أهيّي لك أسباب ذهابك بأداء قروضك وإعطاء مصروفك إلى أن تصل إلى سامرّاء.
فقلت : كنت منتظراً لأمره ، مستجيزاً لوعده ، ليس لي عائق عن فعليّة العزم ، ولا فائق على ما في نفسي من الحزم ، وذكرت صورة قروضي اليسيرة التي لم تبلغ عشرين توماناً ، فقبلها وأعطاني عشرة توامين للكروة ومصروف الطّريق وبعث كلّ ما لم يلزمني في الطريق وإن كان من لوازم البيت على التحقيق ، كالسّراج والحصير وما يجعل ويحفظ فيه الحبوباب من القليل والكثير.
ثمّ استكريت ما يحملني وأثقالي وأهلي وعيالي ليوم معلوم ، ثمّ وادعت أصدقائي وجيراني من الخادم والمخدوم وصرتُ ذاهباً إلى المقصود ، متوكّلاً على الله المعبود.
فلمّا وصلتُ تلك البلدة الشريفة واستكريت منزلاً بمؤنة خفيفة واسترحت من تعب المسافرة ونصب المنافرة ، وتشرّفت بالحرم المطهّر ، عمدت إلى زيارة حضرة الميرزا ليعلم ورودي وأعلم من بياناته موقع الدرس والمسألة المبحوث عنها ، إلى غير ذلك من مقاصدي ، فرحّب بي واستبشر ودعا لي بالتوفيق فيما أظهره.
فأصبحتُ حاضراً مجلس الدرس ، فعلم بورودي أصدقائي الذين عرفوني