خلاف (السيّد المرتضى) فيكون ذكرُ اسمهِ موهناً لفتواه لشهرته بالعظمة والتبحّر ، فيقول من يسمع مخالفته له : مخالفة السيّد علم الهدى من مثلك ليس خالياً عن الجنون أو السفاهة ، ولا يجعل ذلك دليلاً على جلالتك في الفقاهة والنباهة.
فتحصل من ذلك أنّ نقل القائل وكتابه ليس مؤيّداً ، وربّما يكون موهناً ومبلّداً ، وعلى هذا فذكر عبارات القوم والنزاع في مرادهم كما يجده المتتبّع في كلماتهم في الأبواب المتفرّقة إلى ما لا يحصى لا فائدة فيه إلاّ التطويل ، بل يحصل منه الحيرة والتّضليل.
هذا ، مع أنّ النزاع في مراده إمّا لجعله موافقاً مع القوم أو مخالفاً ، وعلى التقديرين لا أثر له ، لأنّ المخالفة في المسائل أكثر من أن تحصى أو تقال ، بل جلّ المسائل على هذه الحال.
وإن كان لجعله موافقاً للقوم لتحصيل الإجماع فنذكر ما فيه من البطلان والإشكال إن شاء الله تعالى.
وإن كان ذلك لتكثير الاحتمال فهو إيقاع للطلبة في تيه الضلال وإخراج له عمّا يسبق عليه الذهن عن حال الاعتدال فبئس الصنع لمن عليه أن يخشى الله المتعال المشير إليه بقوله تعالى : (إنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) (١) ، فليكونوا مجتنبين عن ذلك لكونهم علماء خاشعين لله.
وأمّا الخطأ في استدلالهم بالإجماع ، لأنّ التمسّك بالمنقول منه لا طائل تحته لعدم حجيّته على ما أثبتوه وأذعنوا به في الأُصول.
__________________
(١) سورة فاطر : ٢٨.