كتب مشهورة عليها المعوّل وإليها المرجع.
وكثير من تلك الأحاديث بمعزل عن الاندراج في الصحيح على مصطلح المتأخّرين ، ومنخرط في سلك الحسان والموثّقات بل الضعاف ، وقد سلك على هذا المنوال جماعة من أعلام علماء الرجال ، فحكموا بصحّة حديث بعض الرواة ـ غير الإماميّين ـ كعليّ بن محمّد بن رياح وغيره لمّا لاحَ لهم من القرائن المقتضية للوثوق بهم ، والاعتماد عليهم ، وإن لم يكونوا في عداد الجماعة الذين انعقد الإجماع على تصحيح ما يصحّ عنهم»(١).
المرحلة الثانية : (القرن السابع الهجري) :
ولمّا طال الزمن عن عصر النصّ ظهرت مشكلة رئيسية كان مصدرها أمرين :
الأوّل : اندراس بعض كتب الأصول الأربعمائة المعتمدة في الحديث بسبب بطش حكّام الجور ، وما أتبع ذلك من خوف من اندراسها.
الثاني : ظهور الموسوعات الحديثية الأربع (الكافي ، من لايحضره الفقيه ، الاستبصار ، تهذيب الأحكام) حيث تداخلت الأحاديث المأخوذة من الأصول المعتمدة بتلك المأخوذة من غير المعتمدة ، واشتبهت المتكرّرة في كتب الأصول بغير المتكرّرة.
فخُفيت على علماء المرحلة الجديدة أمورٌ كانت سبب وثوق القدماء
__________________
(١) مشرق الشمسين : ٣ ـ ٤.