بكثير من الأحاديث «ولم يمكنهم الجري على إثرهم في تمييز ما يعتمد عليه ممّا لا يركن إليه ، فاحتاجوا إلى قانون تتميّز به الأحاديث المعتبرة عن غيرها ، والموثوق بها عمّا سواها. فقرّروا لنا ذلك الاصطلاح الجديد [وهي : الصحيح ، والحسن ، والموثّق ، والضعيف] ، وقرّبوا إلينا البعيد ، ووصفوا الأحاديث الواردة في كتبهم الاستدلالية بما اقتضاه ذلك الاصطلاح من الصحّة والحسن والتوثيق»(١).
وقد اختلف العلماء في من هو الأوّل من سلك هذا الطريق ، وفي ذلك رأيان :
الأوّل : إنّ أوّل من سلك طريق (دراية الحديث) هو السيّد جمال الدين ابن طاووس (ت ٦٧٣ هـ). قال السيّد حسن الصدر العاملي (ت ١٣٥٤هـ) : «ولا يكاد يُعلم وجود هذا الاصطلاح قبل زمان العلاّمة إلاّ من جهة السيّد جمال الدين بن طاووس»(٢).
الثاني : إنّ أوّل من سلك طريق الدراية هو العلاّمة الحلّي ، جمال الحقّ والدين الحسن بن المطهّر (ت ٧٢٦ هـ). قال الشيخ البهائي (ت ١٠٣٠هـ) : «وأوّل من سلك هذا الطريق من علمائنا المتأخّرين شيخنا العلاّمة جمال الحقّ والدين الحسن بن المطهّر الحلّي»(٣).
__________________
(١) مشرق الشمسين : ٤.
(٢) منتقى الجمان ١ / ١٣.
(٣) مشرق الشمسين : ٤.