والتحقيق أنّ السيّد ابن طاووس (ت ٦٧٣هـ) هو أوّل من سلك هذا الطريق ، حيث قسّم الحديث إلى الأقسام الأربعة : الصحيح ، والحسن ، والموثّق ، والضعيف ، ولم يسبقه في ذلك أحدٌ ، ثمّ أخذ منه تلميذه العلاّمة الحلّي (ت ٧٢٦ هـ) فطوّر مباني علم الدراية.
المرحلة الثالثة : (القرن الثامن الهجري وما بعده) :
استقرّ فقهاء أهل البيت عليهمالسلام على التقسيم الرباعي ، بل بدأ ميزان الأخذ بالروايات الصحيحة علويّاً بالمناقشة والاستدلال ، ونعرض لمثالين هما : الشهيد الأوّل (ت ٧٨٦هـ) ، والشهيد الثاني (ت ٩٦٦هـ).
أوّلاً : الشهيد الأوّل ، محمّد بن مكّي (ت ٧٨٦ هـ) قال :
١ ـ الصحيح : ما اتصلت روايته إلى المعصوم عليهالسلام بعدل إماميّ.
٢ ـ الحسن : ما رواه الممدوح من غير نصّ على عدالته.
٣ ـ الموثّق : ما رواه من نصّ على توثيقه مع فساد عقيدته ، ويسمّى القويّ.
٤ ـ الضعيف : ما يقابل الثلاثة(١).
أشار الشيخ حسين عبد الصمد والد الشيخ البهائي (ت ٩٨٤هـ) إلى أنّ : «تقسيم الخبر إلى الموثّق من خواصّ علمائنا ، والعامّة يدخلونه في قسم
__________________
(١) الذكرى : ٤.