والموثّق والحسن] ، بأن يشتمل طريقه على مجروح بالفسق ونحوه ، أو مجهول الحال ، أو ما دون ذلك كالوضّاع»(١).
المعركة حول اصطلاح (الصحيح) :
و (الصحيح) في الدراية هو محور البحث والاستدلال ، إلاّ أنّ الفقهاء المتقدّمين كانوا يأخذون بالصحيح المتداول بينهم بالقرائن الشرعية ، وكانت شهرة الحديث تجبر الضعف والوثاقة. فهنا لابدّ من بحث (الصحيح) عند القدماء و (الصحيح) عند المتأخّرين :
١ ـ الصحيح عند القدماء : كان «المتقدّمون من أصحابنا يريدون بالصحيح غالباً المعمول به والمفتى بمضمونه ، فيعمّ الموثّق والضعيف إذا جبرته الشهرة ، أو احتفّ بالقرائن وغير ذلك ممّا يوجب العمل»(٢).
قال الشيخ البهائي (ت ١٠٣٠هـ) في مشرق الشمسين أنّ الصحيح : «هو ما وثقوا بكونه من المعصوم عليهالسلام ، أعمّ من أن يكون منشأ وثوقهم كون الراوي من الثقات أو أمارات أخر ، ويكونوا قطعوا بصدوره عنه عليهالسلام أو يظنّون»(٣).
ولكن معنى (الصحيح) عند المتأخّرين وبسبب تباعد الفترة الزمنية أصبح يعني سلامة الطريق إلى المعصوم عليهالسلام.
__________________
(١) الرعاية في علم الدراية : ٧٩ ـ ٨٦.
(٢) حاوي الأقوال ١ / ٩٩ ـ١٠٠.
(٣) مشرق الشمسين : ٢٦٩.