المعلومة الثالثة عن الإمامة ، هي : انحصارها في رسول اللّه وأهل بيته حتّى ورّثها اللّه تعالى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فقال جلّ وتعالى : ( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) (١) ، فكانت له خاصة فقلّدها صلىاللهعليهوآله عليّاً عليهالسلام بأمر اللّه تعالى على اسم ما فرض اللّه ، فصارت في ذريته الأصفياء الذين آتاهم اللّه العلم والإيمان بقوله تعالى : ( وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَىٰ يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَٰذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَٰكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) (٢) ، فهي في ولد علي عليهالسلام خاصة إلى يوم القيامة ؛ إذ لا نبيّ بعد محمّد صلىاللهعليهوآله ، فمن أين يختار هؤلاء الجهّال ؟ !
أمّا المعلومة الرابعة عن الإمامة ـ وبها إتمام بيان معنى ومنزلة الإمامة ـ :
إنّ الإمامة هي منزلة الأنبياء ، وإرث الأوصياء . إنّ الإمامة خلافة اللّه وخلافة الرسول صلىاللهعليهوآله ومقام أمير المؤمنين عليهالسلام وميراث الحسن والحسين عليهماالسلام.
إنّ الإمامة زمام الدين ، ونظام المسلمين ، وصلاح الدنيا ، وعزّ المؤمنين .
إنّ الإمامة أُسس الإسلام النامي ، وفرعه السامي ، بالإمام تمام الصلاة ، والزكاة ، والصيام ، والحجّ ، والجهاد ، وتوفير الفيء ، والصدقات ، وإمضاء الحدود ، والأحكام ومنع الثغور والأطراف» .
بعد معرفة حقيقة الإمامة ، يتّضح الجواب عن سؤال قد يطرح نفسه ، وهو : لماذا لا يحقّ لنا التدخّل في هذه المسألة ، وأنّها ليست من مقولة حق تقرير المصير وغير هذا من الجمل البرّاقة ؟
__________________
(١) سورة آل عمران ٣ : ٦٨ .
(٢) سورة الروم ٣٠ : ٥٦ .