ولأجل إيضاح المسألة أكثر انتقل الإمام عليهالسلام لبيان صفات الإمام ومن هو ، فقال : «الإمام يحلّ حلال اللّه ، ويحرّم حرام اللّه ، ويقيم حدود اللّه ، ويذبّ عن دين اللّه ، ويدعو إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة ، والحجّة البالغة ، الإمام كالشمس الطالعة المجلّلة بنورها للعالم وهي في الأُفق بحيث لا تنالها الأيدي والأبصار .
الإمام البدر المنير ، والسراج الزاهر ، والنور الساطع ، والنجم الهادي في غياهب الدجى وأجواز البلدان والقفار ولجج البحار .
الإمام الماء العذب على الظماء والدالّ على الهدى والمنجي من الردى .
الإمام النار على اليفاع (١) الحار لمن اصطلى به ، والدليل في المهالك ، من فارقه فهالك .
الإمام السحاب الماطر والغيث الهاطل ، والشمس المضيئة ، والسماء الظليلة ، والأرض البسيطة ، والعين الغزيرة ، والغدير والروضة .
الإمام الأنيس الرفيق ، والوالد الشفيق ، والأخ الشقيق ، والأُم البرَّة بالولد الصغير ، ومفزع العباد في الداهية النآد .
الإمام أمين اللّه في خلقه ، وحجّته على عباده ، وخليفته في بلاده ، والداعي إلى اللّه والذابُّ عن حرم اللّه .
الإمام المطهّر من الذنوب ، والمبرأ عن العيوب ، المخصوص بالعلم ، الموسوم بالحلم ، نظام الدين ، وعزّ المسلمين ، وغيظ المنافقين ، وبوار الكافرين .
__________________
(١) اليَفَاعُ : ما ارتفع من الأرض . الصحاح للجوهري ٣ : ٦١٢ «يفع» .