الإمام واحد دهره لا يدانيه أحد ، ولا يعادله عالم ، ولا يوجد منه بدل ولا له مثل ولا نظير ، مخصوص بالفضل كلّه من غير طلب منه له ولا اكتساب ، بل اختصاص من المفضِّل الوهاب» .
بعد بيان هذه الصفات التي من الواضح أنّها ليست حاصلة بالتعلم والاكتساب ، بل هي بإرادة اللّه تعالى فهو أعلم حيث يجعل رسالته سأل عليهالسلام أنّه هل يمكن لأحد أن يشخص تواجد واجتماع هذه الصفات في شخص «فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام أو يمكنه اختياره هيهات هيهات ! ضلّت العقول ، وتاهت الحلوم ، وحارت الألباب ، وخسئت العيون ، وتصاغرت العظماء ، وتحيّرت الحكماء ، وتقاصرت الحلماء ، وحصرت الخطباء ، وجهلت الألبَّاء ، وكلّت الشعراء ، وعجزت الأُدباء ، وعييت البلغاء عن وصف شأن من شأنه أو فضيلة من فضائله ، وأقرت بالعجز والتقصير ، وكيف يوصف بكُلّه ، أو ينعت بكُنهه ، أو يفهم شيء من أمره ، أو يوجد من يقوم مقامه ويغني غناه لا كيف وأنّى ؟ وهو بحيث النجم من يد المتناولين ووصف الواصفين فأين الاختيار من هذا وأين العقول عن هذا وأين يوجد مثل هذا ؟ ! أتظنّون أنّ ذلك يوجد في غير آل الرسول محمّد صلىاللهعليهوآله كذبتهم واللّه أنفسهم ، ومنَّتهم الأباطيل ، فارتقوا مرتقاً صعباً دحضاً تزِّلُّ عنه إلى الحضيض أقدامهم».
بعد بيان أنّ المسألة سالبة بانتفاء الموضوع ولأجل إقناع الطرف المقابل ، غضّ الإمام عليهالسلامالنظر عن هذا الجواب ، وأخذ ببيان آخر وهو : بيان أطراف الموضوع ، فوضّح الإمامة ما هي ، ووضّح صفات الإمام ، أي : من هو الإمام ، وبيّن أنّ الإمامة من الأُمور الخاصة به ، ومن المعلوم معنى الاختصاص : هو انحصار المعرفة به ، كما سبق بيانه ، فلا يجوز لغيره