الموحش على شدة الحر ، وبين الأحجار الحامية الرمضاء ، ويبين لهم مع تأكيداته الأكيدة أن علياً عليهالسلام مولاهم بهذه المعاني المذكورة ، كلّا و حاشا مرتبة صاحب النبوة أن يليق بذلك ، و تعالت درجة الرسالة أن يظهر منها أمثال هذه الأمور .
كيف ؟ ! ولو ظهر أشباه ذلك من أوساط الناس يعدونه العقلاء خارجاً عن الطريقة الوسطى المحمودة في كل الصفات ! إلّا أن العامة العمياء لما استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله وقعوا في هذه التكلّفات الباردة ، ولو ردّوا الأمر إلى الله و إلى الرسول ودخلوا في باب علم المدينة الرسول لا هتدوا سبيلاً ، ولم يقعوا في تيه الحيرة والضلالة . ومن أراد حقيقة الأمر وينكشف له حاق الواقع فليرجع إلى كتاب الشافي للسيد الأجل المرتضى جزاه الله عن الإسلام و المسلمين خيراً جزيلاً .
ولنرجع إلى ما كنا فيه فنقول : ويظهر من بعض الروايات أن لصاحب العنوان الرواية عن أبي جعفر الجواد عليه الصلاة و السلام ، كما استخرجه الكشي عن حمدويه ، قال : حدثنا الحسن بن موسى الخشّاب ، قال : حدثنا إبراهيم بن أبي محمود ، قال : دخلت على أبي جعفر عليهالسلام ومعي إليه كتب من أبيه ، فجعل يقرؤها ويضع كتاباً كثيراً على عينيه ، ويقول : « خط أبي والله » ويبكي حتى سالت دموعه على خديه ، فقلت له : جعلت فداك ، قد كان أبوك ربما قال لي في المجلس الواحد مرات : اسكنك الله الجنة ، أدخلك الله الجنة ، قال ، فقال : وأنا أقول : أدخلك الله الجنة ، فقلت له : جعلت فداك تضمن لي على ربك أن يدخلني الجنة ، قال : نعم ، فأخذت رجله فقبلتها (١) .
وفي هذا الخبر الشريف دلالة على أن لخطوطهم عليهمالسلام
__________________
(١) رجال الكشي ٢ : ٨٣٨ / ١٠٧٣ .